-A +A
زياد عيتاني- فادي الغوش (بيروت)
المطالبة باستقالة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي قادها كل من حزب الله والتيار العوني تتجه للانحسار بعدما وصل المطالبون إلى حائط مسدود وذلك لثلاثة أسباب، الاول الدعم العربي والدولي المطلق للحكومة ورئيسها وهو ما عبر عنه بشكل واضح خلال اللقاءات التي اجراها الرئيس السنيورة مؤخراً في كل من المملكة ومصر والأردن. فيما السبب الثاني نجاح قوى 14 آذار في تأكيد تماسكها وحضورها بوجه لغة التخوين والتهديدات بالشارع التي وجهت إليها، وثالثاً فشل المطالبين بالاستقالة في استمالة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى صفهم مع تأكيده على التمسك بالحكومة لأنها كانت خلال العدوان حكومة مقاومة.
أولى مؤشرات انحسار الحملة على الحكومة جاءت من وزير الخارجية فوزي صلوخ المقرب من حزب الله حيث اكد في تصريح صحفي له أمس من هافانا حيث يشارك بقمة دول عدم الانحياز، "ان الحكومة قاومت دبلوماسياً وسياسياً إلى جانب حزب الله الذي قاوم عسكرياً".

وأشاد صلوخ بجهد رئيس الحكومة الذي قام بواجباته نافياً ان تكون هناك مطالبة باستقالة الحكومة. وقال: "ان الامور لم تصل إلى هذا الحد بل انها مطالبة بتوسيع الحكومة الحالية لتشمل كل الفرقاء في لبنان".واعتبر ان الرئيس نبيه بري يلعب دوراً مميزاً واصفاً إياه بصمام الأمان في لبنان.
فيما دعا عضو كتلة التحرير والتنمية التي يرأسها الرئيس بري النائب علي خريس أمس الى "الاقلاع عن لغة الخطاب السياسي المتشنج والابتعاد عن لغة التخوين لبعضنا بعضًا، والى ان يلتقي الجميع على وحدة الموقف وحول مشروع وطني واحد، لاننا ومن خلال وحدتنا الداخلية المحصنة ومن خلال عودتنا الى الحوار الهادئ والبناء يمكننا مواجهة كل المخططات الاسرائيلية الهادفة الى فتنة داخلية بعدما عجزت النيل من لبنان ومن وحدته خلال الحرب". من جهة اخرى اكدت مصادر سياسية مطلعة في قوى 14 آذار لـ"عكاظ" أن رسالة واضحة تلقاها حزب الله وحلفاءه مفادها أن لا تغيير للحكومة قبل تشكيل المحكمة الدولية واجراء انتخابات رئاسية لأن أزمة الحكم في لبنان عنوانها الرئيسي منصب على رئاسة الجمهورية فيما حكومة الرئيس فؤاد السنيورة مستمرة بقوة الشرعية التي منحه إياها مجلس النواب الذي شاركت فيه كافة الأطراف السياسية.
وأضاف المصدر ان المطالبة بتغيير الحكومة ممكن تفهمه في أي ظرف سياسي لكن لغة التخوين والتهديد لا يمكن السكوت عنها".
بالمقابل وتعويضاً عن التراجع في الحملة على الحكومة ورئيسها بدأ حزب الله وحلفاء سوريا حملة على المشاركة الألمانية في القوات الدولية (اليونيفيل) وهي التي تشرف على الرقابة البحرية والجوية في لبنان.
الى ذلك تواصل وصول القوات الدولية إلى جنوب لبنان وفقاً للقرار 1701 حيث وصلت أمس ثلاث سفن حربية اسبانية الى شاطئ مدينة صور الجنوبي، وعلى متنها 570 جندياً سيشاركون في قوات الطوارئ الدولية وهم مقدمة القوات الإسبانية المشاركة والتي ستصل إلى ألف ومئة عنصر.بالمقابل وتزامناً مع وصول الدفعة الاولى من القوات الاسبانية واصلت اسرائيل خرقها للسيادة اللبنانية حيث حلقت طائرتان حربيتان اسرائيليتان أمس فوق منطقة بعلبك على علو متوسط، ثم غادرتا في اتجاه السلسلة الغربية.
وقد أقدم مجهولان فجر أمس على اطلاق النار بشكل عشوائي من اسلحة حربية باتجاه مركز للجيش اللبناني في محلة الوعر في خراج بلدة حنيدر في منطقة وادي خالد والتي تبعد نحو الكيلومتر الواحد عن الحدود اللبنانية السورية، على إثر قيام عناصر من الجيش بتوقيف مهربين. ما ادى الى اصابة جندي بجروح طفيفة نقل على اثرها الى مستشفى السلام في القبيات للمعالجة.
وقد عمد الجيش الى تسيير دوريات ومداهمة عدد من المنازل وتوقيف 12 من المشتبه بتورطهم في الحادثة وأحالهم الى القضاء المختص لاجراء المقتضى القانوني.